... لماذا نشك في بعضنا الآخر ...
أيها الأحبة : إدارة ومشرفين وأعضاء وزوار منتدانا العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يغلب على الكثير منا هذه الأيام خلق ذميم ربما ظنوه نوعاً من الفطنة ونوعاً من النباهة وإنما هو غاية الشؤم والنفاق
بل قد يصل الحال بالكثير منا إلى أن يعيب على من لم يتصف بخلقه ويصف ذلك من السذاجة ، وما علم المسكين ان إحسان الظن بالآخرين دعا إليه ديننا الحنيف
فالشخص السيئ يظن بالناس السوء ، ويبحث عن عيوبهم ، ويراهم من حيث ما تخرج به نفسه
أما المؤمن الصالح فإنه ينظر بعين صالحة ونفس طيبة للناس ، يبحث لهم عن الأعذار، ويظن بهم الخير
قال الله تعالى :
( وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتبِعُونَ إِلا الظن وَإِن الظن لَا يُغْنِي مِنَ الْحَق شَيْئا )
وعليه فلا يجوز للإنسان أن يسيء الظن بالآخرين لمجرد التهمة أو التحليل لموقف معين ، فإن هذا عين الكذب
قال الله تعالى :
( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث )
وقد نهى الرب جلا وعلا عباده المؤمنين من إساءة الظن بإخوانهم :
قال الله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )
وحسن الظن راحة للفؤاد وطمأنينة للنفس ، وهكذا كان دأب السلف الصالح رضي الله عنهم
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
( لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا ، وأنت تجد لها في الخير محملا )
قال ابن سيرين رحمه الله :
( إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا ، فإن لم تجد فقل : لعل له عذرا لا أعرفه )
كان سعيد بن جبير يدعو ربه فيقول :
( اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك )
إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك ، خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم
وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( حسن الظن من حسن العبادة )
اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك
رزقنا الله قلوبًا سليمة وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا وأخواتنا
والحمد لله رب العالمين