( بسم الله الرحمن الرحيم )
حينما أرى امرأة تدخن ، أو أخرى تشرب ما يسمى الشيشة ، أوتلعب كرة القدم في مباراة تلفزيونية
وهي ترتدي ملابس رجالية ، وغير ذلك من مظاهر التشبه بالرجال ، والانسلاخ من الأنوثة الجميلة ؛
فأن ذلك يبعث في نفسي النفور والاشمئزاز ، وهناك مثل شرقي يقول : ( السيجارة في يد المرأة مثل
المكنسة في يد الرجل ، كلاهما منفر ) ، وأنا اعتقد أن الثاثنية لاعيب فيها .
ويقول شكسبير : ( أجدر امرأة بسكب دموعها ، فتاة تدخن في شبابها ) ، وأعتقد أن الأمر أدهى حينما
تدخن المرأة على مشارف وداع الحياة .
عزيزتي المرأة المسلمة أن جمالك في أنوثتك ، وأنوثتك أصلا في ضعفك ، وفي نعومتك ورقتك ،
وعواطفك الجياشة ، قال تعالى : ( أومن ينشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) ، وقد ورد في الحديث : ( لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال ) .
لماذا يا ملهمة الشعراء والكتاب على مر العصور ، وفي كل الأوطان تذهبين بجمالك الذي وهبك الله _ تعالى _ لأجل أن تكوني صورة مكررة من الرجال ؟؟
لو كان في انسلاخك من أنوثتك وتشبهك بالرجال خير لك لجاء الإسلام أمرا لك بذلك ؟ ولكن
الإسلام جعلك أولى الناس بجسن الرفقة لأنك أم ، فكانت أخر وصايا الرسول الكريم _ صلى الله
عليه وسلم _ يوم حجة الوداع بك ، فمن ذا الذي أكرمك أكثر من الدين الإسلامي الحنيف ،
واسمعي معي إلى أهمية دورك في المجتمع من خلال هذا المنطق البليغ لهذه المرأة المسلمة
التي تهتم بأمر دينها ، وتحرص على أن يكون لها مكانتها في الدين وبناء المجتمع .
روى مسلم : ( أن أسماء بنت يزيد الأنصارية أتت النبي _ صلى الله عليه وسلم _ وهو بين أصحابه
فقالت : بأبي وأمي يا رسول الله ، أنا وافدة النساء إليك أن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة ، فآمنا بك وبإلهك _ إنا معشر النساء _ محصورات مقصورات قواعد بيتكم ، وحاملات أولادكم
وأنتم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات ، وعيادة المرضى وشهود الجنائز ، والحج بعد الحج ، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله _ عز وجل _ وأن أحدكم إذا خرج حاجا أو معتمرا ، أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم ، وغزلنا ثيابكم ، وربينا أولادكم ، أفنشاككم الأجر والخير ؟؟
فالتفت النبي بوجهه كله ، ثم قال : هل سمعتم مسألة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها
من هذه ؟ فقالوا : يا رسول الله ، ما ظننا امرأة تهتدي إلى مثل هذا.
فالتفت النبي _ صلى الله عليه وسلم _ وقال : أعلمي أيتها المرأة ، وأعلمي من خلفك من النساء....
أن أحسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله . ) .
فماذا تريدين يا أمة الله أكثر تكريما من ذلك ، فأنت بأعمالك المنزلية وحسن قيامك بواجبات
زوجك تغدلين الرجل ، وتشاطرينه الأجر والمثوبة .
ومع كل ذلك فأن هذا لا يمنعك أن تكوني مشاركة له في الأعمال الصالحة غير التي خصه الإسلام
بها .
فلك مثلا أن تكوني عالمة ، فهذه عائشة بنت أبي بكر _ رضي الله عنها _ أم المؤمنين ، كانت
تتلقى الحديث الشريف من الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ وتحفظه ثم تبلغه للأمة ، وكان الرجال
يتلقون منها ، ولك أن تكوني أديبة وصاحبة قلم فهذه الخنساء _ رضي الله عنها _ تنشد الرسول _صلى الله عليه وسلم _ من شعرها العذب وهو يسمع .
ولك أن تطالبي بحقوقك الزوجية والاجتماعية من المسئولين ، فهذه المجادلة زوج عباده بن الصامت
تشتكي إلى الله وتجادل الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ في أمر زوجها الذي ظاهر منها ، والله _ سبحانه وتعالى _ يسمع شكواها ، وينزل فيها قرآنا : ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها
وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصبر ) .
فكوني يا أمة الله كما أراد لك هذا الدين العظيم أن تكوني ، ولا تنسلخي من أنوثتك .