لطالما أعتقدت أن الحقائق و الحلول لا تأتي عندما يطلبها الإنسان ولكن على عكس هذا .....، تسقط على عقل الواحد
منا حين يرفضها، فكثيرا ما كنت أفكر في قضية ما وأتحرق شوقا للعثور على حلقة ضائعة فيها،......... وكل ما
حاولت عصر عقلي لإسقاط تلك الحلقة كلما ابتعدت عني أكثر، كأنها تتحداني بشي من الجنون........ الذي يمنعني
عقلي من الخوض فيه ، فأكف يدي عن الأمر، ثم ما ألبث بعد فترة حتى يأتني جواب بحثي دونما جهد أو عرق مني. في
المقابل ، أجد كل التاريخ وكل الحقائق وكل شي في الحياة يقدس " الإرادة " و " قوة العزيمة " ، حيث ان الحياة تقول
ان الإنسان قوي الإرادة والعزيمة والإيمان لن يمنعه شي من الوصول إلى أهدافه مادية كانت او معنوية... ولكن .. هل
هذه الفكرة صحيحة؟ أوليس هناك تلاعب قدري او عقلي في الموضوع.. أقصد .. هل هى صحيحة .. هل يستطيع
الإنسان بقوة إرادته إستحضار الحلول و الحلقات المفقودة في الأمور ؟؟...... ام أنها مسائل خفية ....، لا يعرف
الإنسان متى يقوده القدر إلى الشارع الذي تقيم فيه الحلول و المفاتيح التي يريدها.. ثم ... إن كبار عباقرة الدنيا أمثال
آينشتاين وصلوا لمفاتيح الكون وهم في بعد فكري أخر عن البحر الي يبحر فيه المفتاح ، فهذا وصل للجاذبية وهو نائم
تحت شجرة تفاح ، في حين انه قضى أشهر يتجول الكتب والمكتب الخاص به دونما فائدة .. وما أن يأس وعدل عن
بحثه حتى وصلته فكرة الجاذبية على صحن من ذهب .. إذن ، بهذه الحالة .. هل يجب ان نخرج عقولنا من منصة
التفكير إن كنا نريد حلا لشي ما؟ ام نخرج انفسنا من بيئة القضية التي نريد البحث فيها .. أم ماذا ؟؟ ولماذا هذه المفارقات
القدرية .. ام .. هل هى برمجة في العقل تفرض عليه عرض الحقائق بعد ان يتعب الإنسان من التفكير بها، كأن العقل
يعلم الإنسان ان التعب مهم حتى وإن لم يقد الشخص منا إلى بر سلام، أم هو خيال الإنسان وعقلة الباطن الذي يعرف
الحلول منذ البدء ولكنه يفضل ان يداعب العقل الظاهر ،الذي يكون في قمة لمعانة في ذلك الوقت، فيتأخر في إرسال
الحلول له حتى يراه جاثيا على ركبتية من اليأس.. أم انها من مجريات القضاء و القدر لا دخل لحواسنا و عقولنا بها ؟