نيقوسيا - ا ف ب - تفوح رائحة الثأر من موقعة «استاد الامارات» التي ستجمع ارسنال الانكليزي بضيفه برشلونة الاسباني اليوم في ذهاب ثمن نهائي دوري ابطال اوروبا لكرة القدم.
وتعتبر هذه الموقعة الاقوى في ثمن النهائي الى جانب مواجهة انترميلان الايطالي حامل اللقب ووصيفه بايرن ميونيخ الالماني، ومن المتوقع ان تكون مثيرة الى اقصى الحدود نظرا الى الاداء الهجومي «السلسل» الذي يتمتع به الفريقان.
ويبحث ارسنال عن استعادة اعتباره من برشلونة والتخلص من عقدته امامه لان فريق المدرب الفرنسي ارسين فينغر لم ينجح في الخروج فائزا في اي من المباريات التي خاضها امام منافسه ان كان على ارضه او في «كامب نو» او على ملعب محايد على غرار نهائي 2006.
وتواجه الطرفان للمرة الاولى في المسابقة ذاتها خلال دور المجموعات من الموسم 1999-2000 عندما تعادلا ذهابا في برشلونة 1-1 قبل ان يفوز النادي الكاتالوني ايابا في «ويمبلي» 4-1 حين كان مدربه الحالي جوسيب غوارديولا قائدا للفريق.
ثم تواجه الفريقان الموسم الماضي ايضا خلال ربع النهائي فتعادلا ذهابا 2-2 في لندن، قبل ان يفوز برشلونة ايابا على ارضه 4-1 بفضل رباعية من الارجنتيني ليونيل ميسي.
ويأمل ارسنال، الذي يتأهل الى الادوار الاقصائية للمرة 11 على التوالي من اصل 13 مشاركة حتى الان وهو بلغ ربع النهائي في الاعوام الثلاثة الاخيرة، ان يواصل تألقه على ارضه في المسابقة هذا الموسم لانه فاز في المباريات الثلاث التي خاضها بين جماهيره خلال الدور الاول، مسجلا 14 هدفا، علما بأنه لم يتلق اي هزيمة على ارضه في المباريات الـ27 التي خاضها في المسابقة على «استاد الامارات» على يد فريق من خارج انكلترا.
اما بالنسبة لبرشلونة فقد تصدر مجموعته في الدور الاول امام كوبنهاغن الدنماركي، لكنه عانى خارج قواعده لانه لم يخرج فائزا سوى مرة وكانت على حساب باناثينايكوس اليوناني (صفر-3)، محققا حينها فوزه الاول خارج ارضه من مبارياته الست الاخيرة في المسابقة، والثاني فقط في اخر 12 مباراة لكنه لم يخسر سوى مرة في المباريات الـ15 الاخيرة التي خاضها خارج قواعده.
وبعيدا عن الاحصائيات، فإن مهمة ارسنال امام كتيبة غوارديولا ستكون صعبة لكن مدربه فينغر يؤكد ان فريقه تعلم من مواجهتي الموسم الماضي، مضيفا: «عندما تواجه فريقا مثل برشلونة، انت بحاجة ليكون لاعبو فريقك الـ11 في قمة عطائهم. من المهم بالنسبة لنا ان نخوض المباراة بثقة وايمان بقدراتنا».
وتابع فينغر الذي تواجه ايضا مع غوارديولا عندما كان الاخير لاعبا والاول مدربا لموناكو خلال الدور الاول للموسم 1993-1994 (فاز برشلونة 2-صفر ذهابا و1-صفر ايابا): «ما تعلمناه من الموسم الماضي هو اننا احترمناهم كثيرا في الشوط الاول، وكنا محظوظين لخروجنا بهذه النتيجة (التعادل في الذهاب). لسنا المرشحين للفوز بالمباراة لكن اعتقد انه بإمكاننا تحقيق ذلك».
واكد فينغر بأنه لن يكون «غبيا» ويغامر بإشراك مواطنه سمير نصري العائد من الاصابة في مباراة اليوم، وقال: «لن أقوم بمقامرة مجنونة».
اما الاسباني فرانشيسك فابريغاس الذي بدأ مشواره مع برشلونة، فرأى انه لا يجب على فريقه ارسنال الخوف من الخصم، مضيفا: «لا يجب ان نشغل بالنا بهم. يجب ان نلعب دون خوف، ان نلعب بأسلوبنا. احترمناهم كثيرا الموسم الماضي خصوصا خلال الشوط الاول من مباراة الذهاب»، وتابع: «نعلم انه افضل فريق في العالم. امامنا مهمة صعبة جدا. نملك فريقا شابا لكنه يتمتع بالكثير من الطاقة والموهبة».
ويدخل الفريق اللندني الموقعة بمعنويات مرتفعة بعد فوزه على ولفرهامبتون 2-صفر ليحافظ على فارق الاربع نقاط الذي يفصله عن مانشستر يونايتد متصدر الدوري الممتاز، في حين توقف مسلسل انتصارات برشلونة المتتالية في الـ «ليغا» عند 16 بعد سقوطه في فخ التعادل مع مضيفه سبورتينغ خيخون (1-1)، ما سمح لملاحقه ريال مدريد بتقليص الفارق الى خمس نقاط.
النتيجة المطلوبة
ويخوض ارسنال المباراة وهو يدرك تماما انه لن يتمكن من الخروج بالنتيجة المطلوبة سوى من خلال ايقاف ميسي.
لكن التخطيط شيء والتطبيق شيء اخر، لان ميسي يقض مضجع جميع الفرق التي تواجه النادي الكاتالوني، وارسنال ليس الاستثناء على الاطلاق، وهو يدرك هذا الامر تماما لانه اختبر حجم موهبة اللاعب وفعاليته بعدما دك الارجنتيني شباك «المدفعجية» برباعية في الموسم.
«كأنه قادم من لعبة البلاي ستايشن»، هذا ما قاله فينغر بعدما شاهد فريقه يودع المسابقة الموسم الماضي على يد ميسي، مضيفا: «برشلونة فريق جيد جدا لكنه يملك بالطبع ميسي. بإمكانه صنع الفارق في اي لحظة».
واصبح ميسي الموسم الماضي اول لاعب يسجل رباعية في مباراة اقصائية منذ حلول دوري الابطال بدلا من كأس الاندية الاوروبية البطلة العام 1992، علما بأن هناك خمسة لاعبين سجلوا رباعية لكن ليس في الادوار الاقصائية وهم الهولندي ماركو فان باستن (1992) والايطالي سيموني اينزاغي (2000) والكرواتي دادو برشو (2003) والهولندي رود فان نيستلروي (2004) والاوكراني اندري شفتشنكو (2005).
ومن المؤكد ان احصائيات ميسي ترعب اي فريق مهما كان حجمه او عراقته، اذ نجح الارجنتيني صاحب رقم 10 في النادي الكاتالوني في تسجيل 40 هدفا منذ انطلاق الموسم الحالي وذلك في 34 مباراة: 24 في 20 مباراة في الدوري، 7 اهداف في 6 مباريات في الكأس، و3 اهداف في مباراتين ضمن كأس السوبر الاسبانية بالاضافة الى 6 اهداف في 6 مباريات ضمن دوري الابطال.
واذا واصل معشوق جماهير «كامب نو» مشواره على هذا المنوال، فسيتمكن دون ادنى شك من تحطيم الرقم الذي حققه الموسم الماضي عندما سجل 47 هدفا في 53 مباراة.
لكن ميسي (23 عاما) المتوج بجائزة افضل لاعب في العالم للعام الثاني على التوالي، لا يكتفي بتسجيل الاهداف اذ تطور مع الوقت ليصبح من افضل «صانعي الالعاب» في العالم ايضا، واحصائياته تتحدث عن نفسها اذ مرر 15 كرة حاسمة في الدوري هذا الموسم.
المرة الأولى
وعلى «الملعب الاولمبي» في العاصمة الايطالية، يتواجه روما مع ضيفه شاختار دونيتسك الاوكراني الذي يتجاوز حاجز دور المجموعات للمرة الاولى في تاريخه.
ومن الصعب توقع نتيجة المواجهة التي ستكون اعادة لدور المجموعات من الموسم 2006-2007 عندما حقق روما فوزا كبيرا على ارضه برباعية نظيفة، قبل ان يخسر ايابا صفر-1.
ويأمل روما ان يدخل المواجهة بزخم مبارياته الثلاث الاخيرة في دور المجموعات عندما عاد من بعيد لينتزع البطاقة الثانية بعد فوزه على مضيفه بال السويسري 3-2 وضيفه بايرن ميونيخ 3-2، ثم تعادله مع مضيفه كلوج الروماني 1-1.
ويدخل الفريق الايطالي المباراة بأفضلية متمثلة بأن منافسه غاب عن المباريات الرسمية منذ اواخر نوفمبر الماضي بسبب العطلة الشتوية في اوكرانيا، وهو تحضر للقاء بمشاركته في دورة ودية في اسبانيا (كأس ديل سول) حيث فاز في اربع مباريات ووصل الى النهائي قبل ان يخسر امام مواطنه كارباتي صفر-1.